حين يبدأ الطفل في نطق كلماته الأولى، يفتح الباب أمام رحلة ممتعة من الاكتشاف والتعلّم. وهنا يأتي دور تأسيس لغة عربية للاطفال، تلك المرحلة التي لا تقتصر على تعلّم الحروف والكلمات، بل تمتد إلى بناء هوية لغوية قوية تمكّنه من التواصل بثقة، وفهم العالم من حوله بوضوح.
اللغة العربية ليست مجرد مادة دراسية، بل هي وسيلة تفكير وتعبير، ومفتاح للثقافة والانتماء. لذلك فإن تأسيس لغة عربية للاطفال في السنوات الأولى يشكّل حجر الأساس لتفوقه الدراسي لاحقًا، ويُسهم في تطوير مهاراته الإدراكية واللغوية والعاطفية في آنٍ واحد.
العديد من الآباء والمعلمين يتساءلون: من أين نبدأ؟ وكيف نعلّم الأطفال العربية بطريقة يحبّونها لا يملّونها؟ هل نبدأ بالحروف أم بالكلمات؟ وهل يمكن أن نطبّق أساليب تأسيس لغة عربية من الصفر داخل المنزل دون الحاجة إلى مدرس؟
الإجابات لا تأتي من القواعد الجافة، بل من الفهم العميق لطبيعة الطفل، وطريقة عقله في استقبال المعلومات وتخزينها.
لذلك في هذا المقال سنخوض معًا رحلة شيّقة نتعرّف فيها على أهم الأسس والمراحل العملية لـ تأسيس لغة عربية للاطفال، مع تقديم نصائح مجرّبة وأفكار تطبيقية يمكن للأهل والمعلمين استخدامها يوميًا.
كما سنقارن بين طرق التعليم التقليدية والحديثة، ونستعرض كيف يمكن الجمع بين المتعة والتعليم في آنٍ واحد، بطريقة تناسب كل فئة عمرية.
أهمية تأسيس اللغة العربية للأطفال في المراحل المبكرة
عندما نبدأ في تأسيس لغة عربية للاطفال منذ السنوات الأولى، فإننا لا نغرس مجرد كلمات في عقولهم، بل نبني قواعد التفكير السليم لديهم. فاللغة هي الأداة التي يعبر بها الطفل عن مشاعره وأفكاره، وكلما كانت لغته أوسع وأدق، كان تفكيره أعمق وقدرته على الفهم أكبر.
تشير الدراسات التربوية إلى أن الأطفال الذين يتقنون لغتهم الأم في مرحلة الطفولة المبكرة، يمتلكون قدرة أعلى على تعلّم لغات أخرى لاحقًا، إضافة إلى تفوقهم في المواد الدراسية التي تعتمد على الفهم والتحليل.
لذلك، فإن البدء المبكر في تأسيس لغة عربية للاطفال لا يمنحهم مهارة لغوية فقط، بل يفتح لهم أبواب الإبداع والثقة بالنفس.
الأمر لا يتعلّق بالحفظ فقط، بل بتعويد الطفل على حب الكلمة العربية، والإحساس بجمال نطقها ومعناها. وهنا يمكن إدخال أساليب تأسيس لغة عربية من الصفر بطريقة مرنة، تجمع بين اللعب والتفاعل، كأن يتعلم الطفل من خلال القصص المصوّرة أو الأغاني التعليمية البسيطة التي تجعله يتفاعل ويستمتع في الوقت نفسه.
أما في حال تأخر الطفل عن النطق أو ضعف استجابته للغة العربية مقارنة بلغة أخرى، فإن الحل ليس في الضغط أو التلقين، بل في التدرّج واللعب الهادف الذي يعيد الارتباط العاطفي بين الطفل واللغة. عندها يتحول التعليم إلى رحلة ممتعة لا يشعر فيها الطفل أنه “يتعلّم”، بل “يكتشف”.
تواصل الآن مع مركز قدرات التعليمي.
خطوات عملية لتأسيس اللغة العربية للأطفال بطريقة ممتعة
النجاح في تأسيس لغة عربية للاطفال يعتمد على تحويل عملية التعلم من واجب إلى تجربة شيّقة. فالأطفال لا يتجاوبون مع التعليم الجاف، بل مع النشاط والتفاعل. إليك خطوات عملية تساعدك على بناء قاعدة لغوية قوية بطريقة يحبها الطفل:
1. ابدأ من الواقع لا من الكتب
الطفل يتعلم من محيطه أكثر مما يتعلم من الدروس. تحدث معه باللغة العربية في مواقف الحياة اليومية: أثناء تناول الطعام، عند اللعب، أو عند الخروج من المنزل. استخدم كلمات بسيطة وجمل قصيرة ليعتاد سماع العربية في مواقف حقيقية.
بهذا الأسلوب، تُنشئ أساسًا قويًا لـ تأسيس لغة عربية من الصفر دون أن يشعر الطفل أنه في درس.
2. استخدم القصص المصوّرة والأغاني التعليمية
الخيال هو البوابة الذهبية لعقل الطفل. عندما تُقدّم القصة بشكل مشوّق، تنغرس الكلمات الجديدة في ذاكرته بسهولة. اختر قصصًا تحتوي على صور ملوّنة، وشخصيات قريبة من عالمه، مع كلمات عربية فصيحة ومفهومة.
كما أن الأغاني التعليمية تساعد على ترسيخ المفردات بطريقة موسيقية تجعل الطفل يرددها دون عناء.
3. اللعب اللغوي والتفاعل اليومي
حوّل الكلمات إلى لعبة! مثل لعبة “أين الحرف؟” أو “كم كلمة تبدأ بحرف الباء؟”. هذه الأنشطة تُنمّي الحس اللغوي لدى الطفل وتجعله يشارك بحماس.
استخدم بطاقات الحروف أو المكعبات الملوّنة لتكوين كلمات بسيطة، وتدريجيًا انتقل من الحروف إلى الجمل القصيرة.
4. ادمج اللغة في الروتين اليومي
احرص على أن تكون اللغة جزءًا من كل لحظة في يوم الطفل — وقت الطعام، النوم، أو اللعب. استخدم العربية في الأسئلة، الملاحظات، وحتى العبارات العاطفية مثل “أحسنت!” أو “أنا فخور بك!”.
بهذه الطريقة، تصبح اللغة وسيلة تواصل طبيعية وليست مجرد مادة دراسية.
5. استخدم التكنولوجيا بذكاء
يمكن للأهل الاستفادة من التطبيقات التعليمية الحديثة التي تركز على تأسيس لغة عربية للاطفال من خلال الألعاب التفاعلية والقصص المصوّرة. لكن المفتاح هنا هو التوازن — اجعل الشاشة وسيلة تعليمية محددة الوقت، لا بديلًا عن التفاعل الإنساني.
وهكذا يتحول التعلم إلى رحلة من المرح والاكتشاف، تجعل الطفل ينتظر الدرس بشغف لا بملل.
دور الأهل والمعلمين في بناء قاعدة لغوية قوية للأطفال
نجاح تأسيس لغة عربية للاطفال لا يتحقق فقط من خلال الأدوات أو المناهج، بل من خلال الأشخاص الذين يشاركون الطفل رحلته في التعلم: الأهل والمعلمين. فكلاهما له دور مكمل للآخر، ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما.
1. دور الأهل: غرس الحب قبل الحروف
الأهل هم أول مصدر لغوي للطفل، وما يسمعه في المنزل ينعكس مباشرة على طريقة نطقه وتفكيره. لذلك، من المهم أن يستخدم الوالدان اللغة العربية في أحاديثهم اليومية مع الطفل، مع تجنّب المزج المفرط بين العربية واللغات الأجنبية.
ابدأ بالتحدث ببطء، بنبرة دافئة، واستخدم كلمات مألوفة. لا تقلق إن أخطأ الطفل في النطق أو تركيب الجمل، فالتصحيح اللطيف أفضل من التوبيخ.
كما يُنصح بقراءة القصص القصيرة معه قبل النوم، فهي تعزز المفردات وتربط اللغة بمشاعر الأمان والاهتمام.
وإذا شعر الأهل بصعوبة في التعامل مع ضعف اللغة لدى الطفل، يمكنهم الاستعانة بأساليب تأسيس لغة عربية من الصفر عبر جلسات تفاعلية في المنزل: مثل قراءة لوحة، أو كتابة أسماء الأشياء، أو حتى سرد أحداث اليوم بصيغة بسيطة.
2. دور المعلم: تحويل الدرس إلى تجربة
المعلم ليس ناقلًا للمعلومة فقط، بل صانع للبيئة اللغوية داخل الصف. عند تعليم الأطفال، يجب أن يعتمد على الأنشطة الحركية، وتمثيل القصص، والألعاب التفاعلية التي تُحفّز الحواس الخمس.
فالأطفال يتعلّمون أكثر عندما يلمسون، يشاهدون، ويشاركون. لذا، يجب أن يكون درس اللغة مساحة للمرح والاكتشاف، لا مجرد حصة تلقين.
ومن المهم أن يربط المعلم كل درس بمواقف حياتية حقيقية، ليشعر الطفل أن اللغة أداة للتعبير والفهم وليست واجبًا مدرسيًا.
أما في حالة التعامل مع الفئات الأكبر سنًا، مثل برامج تأسيس لغة عربية للكبار، فإن النهج يختلف قليلًا؛ إذ يُبنى على الفهم والتحليل لا التلقين، لكن المبدأ واحد: جعل اللغة وسيلة للحياة، لا غاية بحد ذاتها.
3. التعاون بين الأهل والمعلمين
عندما يتواصل الأهل مع المعلم بانتظام، يمكنهم تحديد نقاط الضعف والقوة لدى الطفل بدقة، وبالتالي تصميم خطة تعلم شخصية تناسبه.
فلا أحد يعرف الطفل أكثر من والديه، ولا أحد يملك الأدوات التربوية أكثر من المعلم، وعندما يجتمع الطرفان، تكون النتيجة مثالية.
أساليب حديثة لتأسيس اللغة العربية للأطفال
تعلّم اللغة لم يعد كما كان في الماضي، فأساليب التلقين والحفظ لم تعد مجدية مع جيل اليوم الذي يعيش في عالم مليء بالمؤثرات البصرية والتقنية. لذلك، أصبح من الضروري اعتماد أساليب حديثة ومبتكرة في تأسيس لغة عربية للاطفال تجعل التعلم ممتعًا وفعّالًا في آنٍ واحد.
1. التعلم القائم على القصة (Story-Based Learning)
القصة هي أكثر وسيلة تأثيرًا في عقول الأطفال. من خلالها، يتعلم الطفل اللغة في سياق طبيعي مليء بالعواطف والأحداث.
فعندما يقرأ الطفل قصة عن “الأرنب النشيط” أو “النخلة الطيبة”، لا يتعلم كلمات فحسب، بل يربطها بسلوكيات ومواقف حياتية.
يمكن للأهل والمعلمين استغلال هذا النوع من التعلم في تأسيس اللغة بشكل تدريجي — من المفردة إلى الجملة، ومن الجملة إلى الفقرة.
2. التعليم باللعب (Learning Through Play)
اللعب ليس مضيعة للوقت كما يظن البعض، بل هو الوسيلة الأساسية لاكتساب المهارات لدى الأطفال.
من خلال اللعب يمكن ترسيخ مبادئ تأسيس لغة عربية من الصفر دون شعور الطفل بالملل.
على سبيل المثال:
- لعبة “صيد الكلمات” حيث يبحث الطفل عن كلمات تبدأ بحرف معين.
- أو “بطاقات الصور” التي تربط الكلمة بالصورة المقابلة لها.
- أو حتى تمثيل الأدوار بلغة عربية فصحى بسيطة.
هذه الأنشطة تُنشّط الذاكرة السمعية والبصرية، وتساعد على تكوين علاقة إيجابية بين الطفل واللغة.
3. استخدام الوسائط المتعددة والتقنية
لا يمكن تجاهل دور التكنولوجيا في التعليم الحديث، ولكن يجب استخدامها بذكاء.
هناك اليوم تطبيقات عربية مخصصة لتعليم الأطفال اللغة العربية بطرق مبتكرة — مثل الألعاب التعليمية، والفيديوهات القصيرة، والأنشطة التفاعلية التي تعزز المفردات والقواعد.
يمكن دمج هذه الأدوات في الروتين اليومي للطفل، بحيث تصبح جزءًا من التعلم المرح، لا بديلاً عن التفاعل الحقيقي مع الأهل والمعلمين.
4. التعلم بالتكرار الذكي
الذاكرة اللغوية عند الأطفال تتطلب التكرار، لكن بطريقة غير مملة.
بدلاً من إعادة نفس الكلمة بشكل مباشر، يمكن دمجها في مواقف مختلفة.
على سبيل المثال:
اليوم نتحدث عن كلمة “شمس” أثناء الرسم، وغدًا أثناء قراءة القصة، وبعدها في جملة أثناء اللعب.
بهذا الشكل يتعلّم الطفل استخدام الكلمة في أكثر من سياق، مما يعمّق فهمه للغة.
5. التعلم التفاعلي الجماعي
من أنجح طرق تأسيس لغة عربية للاطفال أن يتعلم الطفل ضمن مجموعة.
عندما يسمع الآخرين يتحدثون بالعربية ويشاركهم التفاعل، يشعر بالحافز لتقليدهم والمشاركة.
يمكن تطبيق ذلك في الصفوف الدراسية أو حتى في مجموعات اللعب المنزلية، حيث يتعاون الأطفال في مهام لغوية بسيطة كتركيب الجمل أو سرد القصص القصيرة.
مراحل تأسيس اللغة العربية للأطفال حسب العمر
تختلف طريقة تأسيس لغة عربية للاطفال باختلاف أعمارهم، فلكل مرحلة خصائصها العقلية والعاطفية التي يجب مراعاتها عند اختيار الأسلوب والوسيلة. إن فهم هذه المراحل هو المفتاح لبناء خطة تعليمية ناجحة تُناسب احتياجات كل طفل.
1. من عمر سنتين إلى أربع سنوات – مرحلة الاكتشاف
في هذه المرحلة يكون الطفل في ذروة الفضول والاكتشاف، ويتعلم اللغة من خلال السماع والتقليد.
الهدف هنا ليس حفظ الحروف أو كتابة الكلمات، بل تعزيز حب اللغة وإدخالها في حياته اليومية.
ينصح بالتحدث مع الطفل بالعربية قدر الإمكان، واستخدام الألعاب الصوتية والقصص القصيرة ذات الإيقاع الممتع.
يمكن أيضًا البدء بتطبيق مبادئ تأسيس لغة عربية من الصفر بشكل بسيط مثل:
- التعرف على أسماء الأشياء في المنزل.
- تكرار الكلمات مع الإشارة إليها.
- الغناء بالأناشيد التعليمية ذات الكلمات الواضحة.
2. من عمر أربع إلى ست سنوات – مرحلة الحروف والمعاني
هنا يبدأ الطفل في إدراك العلاقة بين الحرف والصوت والمعنى.
تُصبح أنشطة الكتابة والرسم فعّالة جدًا، ويمكن تقديم بطاقات الحروف والكلمات، مع أنشطة الربط بين الصورة والكلمة.
كما يمكن للمعلم أو ولي الأمر أن يجعل الحروف شخصيات محببة، مثل “حرف الباء يحب البطة” أو “حرف الميم يحب المطر”.
بهذه الطريقة، يتحول تأسيس لغة عربية للاطفال إلى تجربة مرحة تزرع في ذهن الطفل حب الحروف والكلمات.
3. من عمر ست إلى تسع سنوات – مرحلة الفهم والتطبيق
في هذه المرحلة تتوسع مفردات الطفل بسرعة، ويصبح قادرًا على فهم الجمل وتكوينها.
هنا يجب الانتقال من الحفظ إلى الفهم:
- اسأله عن معنى الجمل.
- شجعه على وصف الصور بالكلمات.
- اقرأ معه القصص وناقشه في تفاصيلها.
كما يمكن إدخال أنشطة الكتابة الإبداعية، مثل كتابة يوميات قصيرة أو بطاقات تهنئة، لتوسيع قدرته التعبيرية.
4. من عمر تسع إلى اثنتي عشرة سنة – مرحلة الإتقان والتعبير
يصبح الطفل في هذه المرحلة أكثر استعدادًا لاستخدام اللغة بشكل تحليلي، فيُعبّر عن أفكاره وآرائه بثقة.
التركيز هنا يكون على القراءة التحليلية، والمناقشات، والكتابة الوصفية.
ولتعزيز مهاراته، يمكن تعريضه لتجارب مثل المسرح المدرسي أو المسابقات اللغوية، مما يغرس فيه فخرًا بلغته الأم.
ومن المفيد أيضًا استلهام بعض أساليب تأسيس لغة عربية للكبار في هذه المرحلة، خاصة تلك التي تُركّز على توسيع المفردات وصقل مهارة التعبير.
أخطاء شائعة في تأسيس اللغة العربية للأطفال يجب تجنبها
رغم النوايا الطيبة والرغبة الصادقة في تعليم الأبناء، يقع الكثير من الأهل والمعلمين في أخطاء تُعيق نجاح تأسيس لغة عربية للاطفال وتجعل العملية التعليمية أقل فاعلية أو حتى محبطة للطفل. إليك أبرز هذه الأخطاء وكيفية تفاديها:
1. التركيز على الحفظ دون الفهم
يظن بعض الأهل أن حفظ الطفل للحروف أو الكلمات هو علامة تقدم، لكن في الحقيقة، الحفظ السطحي لا يخلق متعلمًا حقيقيًا.
الهدف ليس أن يردد الطفل الكلمات، بل أن يفهم معناها ويستخدمها في حياته اليومية.
لذلك، من الضروري تقديم اللغة في مواقف حقيقية ومشوقة، لا في جداول جامدة.
يمكن هنا إدخال أنشطة من أساليب تأسيس لغة عربية من الصفر مثل وصف الأشياء أو طرح الأسئلة المفتوحة بدلًا من التلقين.
2. التوبيخ عند الخطأ
الطفل يتعلم بالمحاولة والخطأ، وأي توبيخ أو سخرية قد يزرع في نفسه خوفًا من التحدث بالعربية.
يجب أن يشعر بالأمان اللغوي، أي أن يُسمح له بالتجربة دون خوف من العقاب أو السخرية.
التصحيح اللطيف والسلوك الإيجابي يُحفزان الطفل أكثر من أي أسلوب ضغط.
3. المزج المفرط بين العربية واللغات الأخرى
استخدام اللغة الأجنبية إلى جانب العربية في جمل واحدة يُربك الطفل في المراحل الأولى، ويضعف ارتباطه بلغته الأم.
من الأفضل تخصيص وقت معين للعربية فقط، خاصة في الجلسات التعليمية أو أثناء قراءة القصص.
وبعد أن يتقنها، يمكن دمج لغات أخرى بطريقة مدروسة، دون أن تضعف القاعدة اللغوية الأساسية.
4. استخدام أساليب تعليمية مملة أو تقليدية
الاعتماد على كتب الحروف فقط أو التمارين المتكررة يجعل الطفل يشعر أن اللغة عبء وليست متعة.
ينبغي أن يكون تأسيس لغة عربية للاطفال رحلة مليئة بالألوان والقصص والحركة، وليس تكرارًا ميكانيكيًا.
التنوع في الوسائل — بين القصص، الألعاب، والأناشيد — هو سر النجاح.
5. تجاهل الفروق الفردية بين الأطفال
ليس كل طفل يتعلم بنفس السرعة أو الأسلوب. بعضهم بصريون، وبعضهم سمعيون، وآخرون حركيون.
يجب ملاحظة طريقة تعلم كل طفل، وتخصيص الأنشطة بناءً على شخصيته واهتماماته.
فهناك أطفال يستجيبون للقصص أكثر، وآخرون يحبون التمثيل أو الألعاب التفاعلية.
6. قلة المتابعة أو الانقطاع في التعلم
اللغة تحتاج إلى استمرار، والتوقف الطويل يُفقد الطفل ما تعلمه بسرعة.
حتى في الإجازات، يجب تخصيص وقت بسيط يوميًا لممارسة اللغة — عبر قراءة قصة أو محادثة قصيرة.
الاتساق أهم من الكثرة، والاستمرارية تصنع الفارق الحقيقي في التأسيس اللغوي.
أنشطة وأفكار تطبيقية لتقوية اللغة العربية عند الأطفال
حتى يكون تأسيس لغة عربية للاطفال فعالًا، لا بد أن يتحول التعلم إلى تجربة يومية ممتعة يعيشها الطفل داخل البيت والمدرسة. الأنشطة التفاعلية تساعد على ترسيخ المفردات وتطوير مهارات الاستماع، القراءة، والكتابة بطريقة غير مباشرة. إليك مجموعة أفكار عملية ومجربة يمكن تطبيقها بسهولة:
1. ركن الكلمات اليومية
خصّص في المنزل ركنًا صغيرًا لتعليم اللغة، مثل لوحة على الجدار تُعلّق عليها “كلمة اليوم”.
اختر كل صباح كلمة جديدة، واستخدمها طوال اليوم في مواقف مختلفة.
بهذه الطريقة، يكتسب الطفل مفردة جديدة بشكل طبيعي دون الحاجة للحفظ أو التكرار الممل.
يمكن أيضًا ربط الكلمة بصورة أو رسم بسيط، فيرسخ معناها في ذاكرة الطفل البصرية.
2. صندوق الحروف الملوّن
أحضر مجموعة من الحروف الممغنطة أو الورقية، وضعها داخل صندوق.
يختار الطفل حرفًا كل مرة، ويذكر كلمات تبدأ به.
هذه اللعبة تحفّز التفكير اللغوي وتساعد على دمج مبادئ تأسيس لغة عربية من الصفر بشكل مرح وعملي.
3. قراءة القصص بصوت مرتفع
القراءة المشتركة بين الطفل والأهل من أكثر الأنشطة فعالية في تطوير اللغة.
اقرأ القصة بصوت معبّر، واطرح أسئلة بسيطة بعد كل فقرة مثل: “من تصرف بطريقة صحيحة؟” أو “ماذا سيحدث بعد ذلك؟”.
هذه الأسئلة توسّع مدارك الطفل وتشجعه على التفكير باللغة العربية لا فقط سماعها.
4. ألعاب تكوين الجمل
اكتب كلمات على بطاقات صغيرة مثل: “الولد – يلعب – بالكرة”.
دعه يعيد ترتيبها لتكوين جمل صحيحة، ثم زِد التعقيد تدريجيًا.
هذه اللعبة مفيدة لتقوية مهارة تركيب الجمل وتعلّم القواعد بطريقة غير مباشرة.
5. الأنشطة الفنية المرتبطة باللغة
اربط اللغة بالفن، كأن يرسم الطفل ما يسمعه في القصة، أو يصنع أشكالًا بالحروف باستخدام الصلصال.
التعبير الفني يجعل الكلمات “تُرى وتُلمس”، مما يعزز ارتباط الطفل بها عاطفيًا ومعرفيًا.
6. التحدث أمام الآخرين
شجع الطفل على التحدث بالعربية أمام أسرته أو زملائه — مثل رواية قصة قصيرة أو وصف صورة.
هذه الخطوة تُنمّي الثقة بالنفس وتُحفّز مهارة التعبير الشفوي، وهي ركن أساسي في تأسيس لغة عربية للاطفال.
7. المسابقات اللغوية المنزلية
حوّل التعلم إلى تحدٍّ صغير: من يعرف أكبر عدد من الكلمات التي تبدأ بحرف معين؟ من يستطيع تأليف جملة طريفة؟
المنافسة الودية تُشعل الحماس وتخلق بيئة لغوية مليئة بالضحك والتفاعل.
الخاتمة
إن تأسيس لغة عربية للاطفال ليس مهمة مؤقتة، بل استثمار طويل الأمد في بناء شخصية قوية، واثقة، ومتصلة بجذورها. اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي وعاء للفكر والهوية، وكل كلمة يتقنها الطفل اليوم ستفتح له بابًا جديدًا للفهم والإبداع غدًا.
حين يشارك الأهل والمعلمون في هذه الرحلة معًا، تتحول عملية التعلم إلى تجربة إنسانية راقية، تجمع بين الحب، والفضول، والمرح.
ومع تطبيق الأساليب الحديثة، والأنشطة التفاعلية، والاستمرارية في الممارسة اليومية، يصبح تأسيس لغة عربية من الصفر ممكنًا وسلسًا، حتى لمن لم تكن العربية لغته الأولى في البيت أو البيئة.
إذا كنت تبحث عن المكان المناسب الذي يجمع بين التعليم الممتع والمنهج المتدرّج المبني على أسس علمية، فإن مركز قدرات التعليمي هو وجهتك المثالية.
يقدّم المركز برامج متكاملة في تأسيس لغة عربية للاطفال و تأسيس لغة عربية للكبار، مصمّمة لتناسب كل مستوى عمري، مع مدرّبين متخصصين وأساليب مبتكرة تجعل اللغة تنبض بالحياة.
لا تؤجّل البداية، فكل يوم جديد هو فرصة لغرس حب اللغة في قلب صغير.
زر مركز قدرات التعليمي اليوم، وابدأ أول خطوة في رحلة بناء جيل يتقن لغته… ويفتخر بها.
اطلع ايضاً على
أفضل مدرس خصوصي في قطر للمواد العلمية
مركز تعليمي لتدريس جميع المواد في قطر
خدمات تعليمية شاملة للمراحل الدراسية قطر
تعليم القراءة بالقاعدة النورانية للحروف